فضاء حر

اليمنيون أقوى أمام الحوثيين وصالح من قوة ولد الناقة وبعيرها والمستفيدين العشرة منها

يمنات
دُمرت سوريا، ووصل آخر مواطنيها الفارين، من جحيم الدمار، إلى القطب المتجمد الشمالي؛ وبمبرر “الطغيان الداخلي”..
دُمرت العراق، وتم بيع نسائها وفتياتها في أسواق الرقيق؛ بمبرر “الطغيان الداخلي”
دُمرت ليبيا، وتحولت إلى مستنقع دائم للفوضى؛ بمبرر “الطغيان الداخلي”
وتُدمر اليمن الآن، لتصبح مَجْمَعاً لكل صور الدمار والفظاعات في البلدان الثلاثة الآنفة؛ بمبرر “الطغيان الداخلي”.
مع أن الحكمة التي يعلمنا التاريخ إياها بسيطة وملقية على قارعة الطريق:
خروج الشعوب من دوامات الطغيان والاستبداد يأتي، وحصرياً، كمحصلة لنضالات الداخل وليس لتدخل الخارج.
حين يتدخل الخارج فإنه لا يزيد الطين إلا ميوعة..
الخارج أي خارج .. ما بالك حين يكون هذا “الخارج” هو السعودية وعشر دولٍ هي الأكثر استبدادا وفسادا وتخلفا على مستوى العالم..!
الولايات المتحدة الأمريكية، بجيش سطوتها، و سطوة جيشها؛ اجتاحت بغداد بسهولة ويُسر.. ثم ماذا حدث؟!
حوّلت الطغيان الداخلي من طغيان حاكمٍ على مواطن، إلى طغيان مواطن على مواطن!
فاندلعت المذابح في بغداد من اليوم التالي لدخولها بغداد، ولم تتوقف حتى اللحظة.
وانهار شيء إسمه الشعب العراقي، وانهارت الأمة العراقية، لتصعد على أنقاضها أمة “داعش”!
ذلك وهو اجتياح قادته قائدة العالم الحديث، الحر والمتحظر؛ فكيف باجتياحٍ يأتي محمولا على جناح التخلف والطائفية ودوافع الثأر والهيمنة؟!!
كيف باجتياح تُعد داعش والقاعدة جزءا من جيشه كما هو الحال في مأرب؟!
كيف باجتياح يريد أن يحررني من فساد “صالح” بفساد هادي أو بفساد أساطين الفول والبطانيات: محسن وأشقائه؟
كيف باجتياحٍ يريد أن يحررني من الحوثيين عبر قصف الأرضية التي يمكن أن أتموضع عليها، أنا اليمني، لمناهضة الحوثيين إكمالا لنضال حركتي الوطنية الممتد عمرها إلى عشرينيات القرن الماضي، وحمايةً لإنجازاتي الديمقراطية مهما كان بؤسها وضآلة حجمها!!
اليمنيون أقوى أمام الحوثيين وصالح؛ من قوة ولد الناقة وبعيرها والمستفيدين العشرة منها..
اليمنيون أقوى أمام الإصلاح
اليمنيون أقوى أمام المخلافي وبالعيدي
اليمنيون أقوى أمام أي طرف يريد أن يقودهم بالحديد والنار..
واليمنيون أقوى، قبل ذلك وبعده، أمام زواحف الصحراء، مهما كان الانقسام الحاد في أوساطهم، ومهما كانت مبررات الغزاة للتدخل ضدهم.
لا نجاة لليمنيين اليوم من مصير العراق وسوريا ولبنان، إلا بالنجاة من هذا العدوان الخارجي الوقح، و إلا بكسره وعدم الانكسار له.
وإلا فهمونا على الأقل أين هو “طغيان الحوثي وعفاش” داخل مبنى “الجوازات” كي تدمره بالأمس طائرات العهر السعودي؟!!
حتى سجلنا المدني، وبياناتنا الوطنية الإلكترونية، يدمرونها كي تنتهي هذه الحرب وقد صرنا شعباً حتى بلا وثائق هوية!!!
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى